العمل العمل من النشاطات الإنسانيّة الرئيسيّة في حياة الفرد والمجتمع، فهو الطريق المؤدّي إلى نهضة الأمم، ويعتبر من الأنشطة القديمة والحديثة والتي تستمرّ للمستقبل، ونظراً للأهميّة البالغة له، فقد أُنشئت العديد من الهيئات والجمعيات والمنظّمات التي تنظم العمل للفرد، وأصبحت مزاولة الأعمال المتنوّعة في الدول المتحضّرة تبدأ بإخضاع طالب الوظيفة للعديد من الاختبارات والامتحانات التي تؤهله للقيام بالعمل، وتعتمد طبيعة العمل على رغبة الموظف، فبعض الأفراد يفضّلون العمل الحرفيّ، وبعضهم يفضّلون العمل الأكاديمي، وبعضهم يفضّلون الطب، وقد يفضّل بعضهم الأعمال الفنيّة، ومن هنا نصل إلى أن جميع الأعمال لا تعيب الإنسان، فهي تشرّفه كونه يكسب رزقاً حلالاً، وفي مقالنا هذا سنوضح فوائد العمل.
فوائد العمل - إشباع الحاجات النفسيّة: يساهم العمل في إشباع الحاجات النفسيّة للإنسان، كالحاجة إلى الاحترام والتقدير، والحاجة إلى إثبات الذات، والاستقرار الداخليّ، كما يحتاج الإنسان إلى الاطمئنان النفسي، ويُقوّي العمل الكيان المعنويّ للإنسان، ويُصفّي الروح، ويصقل الضمير الإنسانّي، ويجلي المواهب الإنسانيّة، ويهذّب النفس وينمّي الروح الاجتماعيّة ويقوّيها، ويصنع الإرادة القوية.
- توفير المتطلّبات المادية: يوفر العمل للإنسان الحاجات المادّية، من مأكلٍ ومشربٍ ومسكن وغيرها من اللوازم الضرورّية في حياة الشباب، فالعمل ضرورةٌ حياتيّة وشخصيّة، فلا حياة سعيدة لمن لا عمل له، إذ يفقد القدرة على توفير ما يحتاج إليه من لوازم أساسيّة لا يمكن الاستغناء عنها، لذلك يسعى كلّ إنسانٍ إلى تأمين عملٍ مناسبٍ له، كي يتمكّن من إشباع حاجاته المادّية والأساسيّة.
- تنشيط الاقتصاد: يساهم توظيف الشباب في تحقيق النشاط الاقتصادي، فالاقتصاد عبارة عن دورة ماليّة، بالإضافة إلى أن قدرة الشباب وإمكاناتهم وفاعليتهم وحماسهم وطموحهم يساهم في تنمية الاقتصاد، وخلق روح جديدة فيه، ومن دون توظيف الشباب يتعذّر دفع عجلة الاقتصاد، خصوصاً إذا علمنا أن أعلى نسبة في القوى العاملة هي تلك التي تضمّ شريحة الشباب.
- الحفاظ على الأمن الاجتماعيّ: يؤدي توفير فرص وظيفيّة للشباب إلى خلق حالة من الأمن الاجتماعيّ، في حين أن البطالة وعدم قدرة الشباب على الحصول على الوظائف والأعمال المناسبة يساهم في انتشار الجرائم، وكثرة السرقات، مما يؤدي إلى الإخلال بالأمن الاجتماعيّ العام، وللأسف نلاحظ زيادة نسبة البطالة بشكلٍ ملحوظ في السنوات الأخيرة، ويساهم خلق المزيد من الوظائف إلى دفع عجلة الحياة الاجتماعيّة للأمام، إذ إنّ كلّ فردٍ من أفراد المجتمع الإنسانيّ يعمل ليشعر بأنّه عضوٌ فعّال في المجتمع، وأنه مساهمٌ في التنمية الاجتماعيّة، بالتالي يُحافظ على البيئة الاجتماعيّة، وعلى الأمن الاجتماعيّ، باعتباره الضمان للحياة الاجتماعيّة السعيدة.
- البناء الحضاريّ: ويبدأ من بناء الشباب وإعدادهم إعداداً متكاملاً ومتوازناً، لكي يكونوا بالمستوى البنّاء والمطلوب للمنافسة الحضاريّة بين الأمم والشعوب، كما أن التقدّم في مجال العمل والصناعة والاقتصاد من محاور البناء الحضاريّ، بحيث لا يتمّ تحقيقه إلا عندما يتحوّل الشباب إلى قوّةٍ عاملة ومنتجة، بالإضافة إلى أن توظيف عقول الشباب، واستثمار قدراتهم ومواهبهم، والاهتمام الخاصّ بالأذكياء، وتشجيع روح الإبداع والابتكار والاختراع فيهم، من الخطوات الرئيسة لبناءٍ حضارّيٍ مشرق، والقيام بنهضةٍ علميّةٍ زاهرة.